الرفاق الكوادر والعمال والتقنيون في ترسانة نامبو لبناء السفن وهي القاعدة الكبيرة الأمينة لبناء السفن الحربية والمشرفة بتقاليد وقدرة الاعتماد على النفس، وأفراد الطبقة العاملة والعلماء في قطاع صناعة بناء السفن،
الرفاق القادة والبحارة البواسل في أسطولي البحرين الشرقي والغربي للقوات البحرية للجيش الشعبي الكوري، وطلبة كلية القوات البحرية،
والرفاق الجنرالات المسرحون المحترمون الذين يحضرون هذا المكان اليوم معنا، تملؤهم العزة العالية بخدمتهم المخلصة لمدة طويلة في المناصب الهامة لقواتنا البحرية،
أيها الرفاق،
ترسو أمامنا الآن السفينة القتالية الكبيرة رمزا للمكانة المتغيرة لقواتنا البحرية.
لا أستطيع أن أتمالك نفسي من شدة التأثر بالفعل لأنني أقف أمام السفينة الحربية من طراز جديد والتي لا غنى عنها لإنماء القوة للحفاظ التام على سيادتنا البحرية، وستغدو نقطة انطلاق جسيمة في المسار المتطلع إلى الدولة البحرية القوية المتقدمة.
يشرفني بلا حدود أن أعلن اليوم هكذا عن ولادة أول سفينة قتالية من جيل جديد ستتزود بها القوات البحرية للجيش الشعبي الكوري البطل.
أود أن أتقدم أولا بالشكر والتحية إلى العمال والتقنيين والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن، الذين أهدوا القوة الجبارة والحماسة الكفاحية لقواتنا البحرية عن طريق بناء المدمرة المقتدرة المتعددة الأغراض بصورة رائعة، وفاء لنهج حزب العمل الكوري وحكومة الجمهورية لتعزيز القوات البحرية.
كما أتقدم بالتشجيع الكفاحي إلى العلماء والتقنيين وأفراد الطبقة العاملة في قطاع بناء السفن والمختصين به والذين يعملون بكل همة في سبيل التطوير والإبداع المتواصل كونهم قوة رئيسية لصنع ثورة صناعة السفن الحربية في العصر الجديد.
وأتوجه بالتهاني أيضا إلى ضباط وجنود أسطول البحر الشرقي للقوات البحرية للجيش الشعبي الكوري الذين سيشغلون المدمرة من طراز جديد بعد استلامها، وقادة وطاقم المدمرة الذين سيخدمون فيها.
يا له من مشهد رائع حقا كلما أرى المدمرة الهجومية المتعددة الأغراض من الجيل الجديد رقم 1 تعوم بضخامة على سطح بحر الوطن الأزرق والتي بناها أفراد طبقتنا العاملة الأبية بقوتهم الذاتية.
أشعر ببالغ التأثر حين أتصور ملامح تلك المدمرة التي ستركب قريبا المياه الإقليمية للوطن رافعة في ساريتها علم الدولة المقدس.
كما أشعر ببالغ الاطمئنان حين أفكر بأمن مياهنا الإقليمية التي ستزداد سلامة من الآن بفعل تلك المدمرة.
لقد فتح منفذ لتحديث قواتنا البحرية بفضل ظهور هذه المدمرة.
بخصوص تركيبة معدات هذه المدمرة باعتبارها محصلة لتقنيات الدفاع الوطني الذاتي، صارت تتمكن من تنفيذ العمليات البحرية المتعددة الأغراض لأنها محمولة بأنظمة السلاح القادرة على تعزيز القدرة العملياتية لضرب الأهداف على الأرض إلى أقصى درجاتها مثل وسائل الهجوم، أي الصاروخ المجنح الاستراتيجي فوق الصوتي والصاروخ البالستي التكتيكي، ناهيك عن القدرة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات والصواريخ البالستية مما أدى إلى زيادة التدخل المباشر للقوات البحرية إزاء العمليات البرية.
هذا إحدى المسائل البالغة الشأن من ناحية العلم العسكري.
من المقرر أن تمر هذه السفينة فيما بعد بالمراحل الضرورية مثل تقييم كفايتها وقدرتها على تنفيذ العمليات وتجربة تشغيل معداتها المتكاملة، ويتم تسليمها إلى القوات البحرية في أوائل العام القادم لتدخل حيز تنفيذ العمليات.
بالطبع، سنبني في العام القادم أيضا السفن القتالية من هذه الدرجة، ونقوم الآن بمراجعة التصاميم العامة للسفن الحربية في المرحلة النهائية ضمن خطة لبناء الطراد الأكبر ذي القدرة العملياتية الأعلى ومختلف أنواع سفن الحراسة أيضا في أسرع وقت ممكن.
سنحقق الأعمال المخططة لبناء المدمرة المتعددة الأغراض كهذه على مراحل سنوية، كما سنقوم عادة بالتشغيل العملياتي لهذه السفن الحربية في المنطقة المائية للدفاع عن السواحل والمنطقة البحرية في الحدود الوسطى. حقا، أود أن أعبر عن تأثر اليوم مرارا وتكرارا.
في هذا العام العميق المغزى الذي سيحتفل بالذكرى الثمانين لاستعادة بلادنا سيادة الدولة بعد تخلصها من الاستعباد الاستعماري للإمبريالية، وفي يوم 25 من نيسان/ أبريل الذي ولدت فيه أول القوات المسلحة الثورية في كوريا هذه، أصبحنا نعوم المدمرة المقتدرة التي تركزت عليها قدرتنا الوطنية الجبارة هكذا حتى يبرز مغزاها بجلاء أكبر.
إن المسيرة الطويلة من شق طريق الثورة الكورية إلى إقامة السلطة باعتبارها تحقيق استقلالية الشعب الكوري، وصون السيادة الممتد إلى ما يقرب من قرن واحد بعد ذلك ارتبطت دائما ارتباطا مباشرا بالقوات المسلحة المستقلة، ولم تعرف إلا النصر بفضلها لا غير.
يوم 25 من نيسان/ أبريل يعتبر بالنسبة لنا نقطة انطلاق النضال المسلح الدموي الذي خرج بجميع الأحداث المصيرية بعد أن استهل قبل إقامة سلطتنا وولادة حزبنا.
يمكن القول إن هذا تحديدا يعني ولادة أول قوات مسلحة حقيقية لشعبنا وفي الوقت نفسه، كان تعبيرا عن الموقف الثابت للثوريين الكوريين الذين يتعاملون مع صياغة مصيرهم بصورة مستقلة عن وعي ضمن هدف واضح.
نظرة جيلنا الجديدة إلى يوم 25 من نيسان/ أبريل عام 1932 الذي ينطوي على المغزى السياسي الجسيم قبل يوم 8 من شباط/ فبراير عام 1948 الذي شهد ولادة أول قوات مسلحة ثورية نظامية في كوريا هي أنه يوم اتضحت فيه بجلال إرادتهم لاسترجاع سيادة الدولة وإقامة السلطة الديمقراطية بالإيمان الثوري الصامد والنضال المستميت، بعد تقرير النضال المسلح انطلاقا من آرائهم الإيجابية وخيارهم المسؤول.
إعادة إدراك هذا الثقل التاريخي ليوم 25 من نيسان/ أبريل تذكرنا، نحن الذين حددنا هذا اليوم العظيم الدلالة كيوم الحفل التذكاري، باسم أحد القادة المجربين الذي ترك آثار الحياة الجلية في التاريخ المجيد للقوات المسلحة الثورية المستقلة.
أحدث مدمرة متعددة الأغراض تقع أمامنا الآن صنفت ضمن درجة "تشواي هيون"، وسميت أول سفينة بسفينة "تشواي هيون" كما صدر آنفا.
لم تكن صلة خاصة بالبحارة في حياة الجنرال تشواي هيون الذي كان رفيقا ثوريا مخلصا لزعيمنا كيم إيل سونغ في السلاح يعرفه جيدا جميع الكوريين، إلا أننا نسمي أول مدمرة من الجيل الجديد بسفينة "تشواي هيون" أملا في أن تكون روح البحارة من الجيل الناشئ مشربة بروح ذلك الشخص الذي ما زال ماثلا في ذاكرتنا كرمز للشجاعة والعزيمة حتى يحرزوا انتصارات لا مثيل لها في تاريخ قواتنا البحرية.
كان جميع القادة العسكريين المنحدرين من جيش حرب العصابات مثل كيم تشايك وآن كيل وتشواي هيون وكانغ كون جنرالات وأكفاء حقيقيين لأنهم اجترحوا المآثر الكبيرة في تحرير الوطن باستنهاض الصفوف المسلحة بهدف مناهضة اليابان بالقوة الذاتية، وساعدوا زعيمنا في عمله بالإيمان المخلص والمؤهلات العسكرية البارزة في سياق إبادة الجيوش الإمبريالية المتحالفة إثر سلوك الطريق غير المطروقة لبناء الدولة والجيش.
يتعين على سفن النخبة القتالية التي ستكون رمزا جديدا لقدرة دولتنا على الدفاع الذاتي، بطبيعة الحال، رفع الفكر الذي كان الرعيل الأول من القوات المسلحة الثورية المستقلة يتحلى به كراية لها، كما على البحارة مواصلة جرأته وروحه الصامدة بحذافيرهما ليتخذوا التفاني بنكران الذات لحماية كرامة الوطن وسلامة الشعب رسالة مطلقة لهم.
ستطلق أيضا على المدمرات الحديثة التي سيتم بناؤها من الآن وصاعدا أسماء المناضلين الثوريين المناهضين لليابان الذين ذاع صيتهم كمقاتلين مشهورين وتركوا مآثرهم الباهرة في تاريخ بناء الجيش.
تاريخ مناقب القوات البحرية للجيش الشعبي الكوري والتي دحرت ما حصر له من الخطر العدواني حوالي 80 عاما دفاعا عن السيادة البحرية وهي محور سيادة دولتنا، يدل على أن بحر الوطن حافظت عليه روح بحارتنا.
لم تقارن قواتنا البحرية مع العدو سواء من حيث قوامها أو على مستوى معداتها، بيد أنها أضفت شرفا خالدا لتاريخ انتصار الجيش الشعبي الكوري البطل ليس في فترة الحرب فحسب، بل في مسيرته الممتدة إلى عشرات السنين بعدها أيضا، وكذلك أقامت الجدار الدفاعي الأخير في المدخل البحري الذي ظل طريقا للعدوان جيلا بعد جيل.
جميع تلك المآثر القتالية غالية ومتفانية جدا لا يمكن تفسيرها تماما بمجرد خصائص المهام لحماية المياه الإقليمية للوطن والتي لم تهدأ قط في أي وقت من الأوقات، كما أنها مقدسة لا يمكن تحقيقها مطلقا بدون إظهار روح الحماية المنقطعة النظير والمعنويات القتالية البطولية.
الرفاق جنرالات القوات البحرية بالأمس الحاضرون إلى هذا المكان هم أيضا سجلوا آثار الملاحة للحماية والتي ستبقى خالدة في تاريخ القوات البحرية، بروح التضحية غير المحدودة بالنفس والعزيمة الصامدة وهم يندفعون جارين على الخطوط البحرية المقدسة دون أدنى تغير أثناء خدمتهم في القوات البحرية.
مهما تعاقبت الأجيال في صفوف القوات البحرية المشرفة، ينبغي للروح العظيمة التي أسهمت في صون سيادة جمهوريتنا بإراقة الدماء الزكية في عرض البحر الخالي من أي علامة للحدود الوطنية أن تتواصل بلا تغير وتظل خالدة كروح أبدية للحماية، بالإضافة إلى الشجاعة الصامدة والصلابة لأبناء جيل تأسيس الجيش.
إن المدمرة "تشواي هيون" التي تم إنزالها اليوم وأحدث السفن الحربية المزمع بناؤها على إثرها ستوفر الأجنحة وتضفي مزيدا من الحيوية والنشاط بلا حدود للروح القتالية البطولية لبحارتنا، وتجعل السمعة الخالدة لضباط وجنود القوات البحرية تحظى بالثناء والتقدير جيلا بعد جيل.
أيها الرفاق،
تلك المدمرة الحديثة التي ستمخر قريبا على الخطوط البحرية المقدسة لحماية السيادة، مجتازة الأمواج الزرقاء في المياه الإقليمية لجمهوريتنا، مثقلة برغبة الشعب في إحلال السلام والازدهار.
البحر المحيط ببلادنا من جهتيها الشرقية والغربية هو قاعدة مرتبطة ارتباطا مباشرا بمعيشة الشعب وفي الوقت ذاته، مجال هام لممارسة السيادة بالنسبة لدولتنا.
تكمن الخصائص الجيوسياسية لبلادنا، الدولة البحرية في أن سلامتها وتطورها لا يتم ضمانهما إلا عندما تكون قواتها البحرية قوية، ومن هنا، إن إنماء القدرة القتالية لقواتنا البحرية بأسرع ما يمكن وتعزيزها دون توقف يغدو خيارا أكثر إلحاحا وطبيعية لنا اليوم، كما هو الحال دائما منذ تأسيس الجيش.
لا يمكن للسيادة البحرية لدولتنا أن يتم الحفاظ عليها إلا بجبروت القوات البحرية.
في السنوات الأخيرة، طرح النهج الثوري لتعزيز قدرة القوات البحرية ورفعت المرساة لتحديث السفن الحربية مع ظهور أول كيان واقعي في إطار تنفيذ ذلك النهج، حتى تبوأت قواتنا البحرية بجدارة مكانتها باعتبارها قوات مقتدرة تضطلع بجانب من جوانب القدرة الدفاعية الوطنية المستقلة، وبخاصة، أصبحت تتمكن من رفع مكانتها في مجال استخدام السلاح النووي كونها عنصرا من عناصر قدرة الردع النووي للحرب ونتيجة لذلك فقد بدأت تتناسب مع تطبيق القدرة الرادعة للحرب أكثر من ذي قبل.
ستؤدي مدمرتنا دورا هاما لحماية السيادة البحرية ومصالح الدولة بشكل كامل في المياه الإقليمية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
الآن، خطت قواتنا البحرية خطوة أولى إلى العصر الذي تتغير فيه وتقفز إلى الأعلى بالفعل.
تجربة هذه اللحظة الراهنة مؤثرة إلى أبعد الحدود، لأننا أصبحنا نفخر بثبات بأن شرارة نيران الثورة في العصر الجديد لتعزيز قدرة القوات البحرية والتي أعلناها سابقا تأججت أخيرا.
بذلنا جهودا كبيرة وعانينا من المصاعب غير القليلة في بحث وتطوير وإنتاج جميع المعدات الحديثة، إلا أننا أصبحنا نملك ضمانا أكيدا بشأن فعالية تشغيل معدات السفينة الحربية، فضلا عن أهميتها العسكرية والاقتصادية، لأن مجمل أنظمة أسلحتها قائمة على الأسس الراسخة لصناعة الدفاع الوطني المستقل.
بمجرد النظر إلى هذه المدمرة التي تحولت إلى كيان واقعي لا تشوبه شائبة كما هو مقصود في جميع النواحي من وضع تصاميمها إلى بناء بدنها وتجهيز أنظمة الأسلحة على سطحها، يمكن القول بجدارة إن الثورة الكبيرة قامت في بناء السفن الحربية.
حقا، إن هذه وليدة تذكارية للصناعة الثورية تظهر ما لا ينضب معينه من قوة علومنا وتقنياتنا للدفاع الوطني والقدرة الخلاقة لأفراد طبقتنا العاملة الأذكياء والأوفياء.
أثبت العمال والتقنيون والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن بقوة صحة ثورة صناعة السفن الحربية التي قررها حزبنا وحتمية انتصارها، بجهودهم المتفانية وإخلاصهم الصادق وأسلوب عملهم الذي لا غبار عليه.
إن تاريخها لبناء السفن الممتد إلى ما يقرب من 80 عاما وتقنية بنائها الجديرة بالقاعدة العالية السمعة في بناء عدد كبير من السفن بشتى أحجامها وأنواعها تستحقان الثناء والإطراء، إلا أنني أعبر عن فائق الاحترام لجهود أفراد الطبقة العاملة الذين واصلوا مئات الليالي والنهر بالنضال البطولي من أجل إنجاز المهام المكلفة لهم في موعدها المحدد دون قيد أو شرط وفاء لنهج الحزب الخاص بثورة صناعة السفن الحربية.
نيابة عن حكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجميع أبناء الشعب، وتعبيرا عن مشاعر ضباط وجنود قواتنا البحرية الذين يستقبلون هذه اللحظة بانشراح الصدر أكثر من غيرهم، أتقدم بأحر التحيات الكفاحية مجددا بالإضافة إلى فائق الشكر إلى العمال والتقنيين والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن والذين بنوا أول مدمرة من الجيل الجديد بصورة رائعة.
أيها الرفاق،
البيئة الأمنية الراهنة لدولتنا بالغة الخطورة، ويتطلب الوضع منا أن نحدث تغيرا ملحوظا وسريعا في النظريات العسكرية الحالية وتطبيقها ونوسع التسلح النووي بالسرعة القصوى.
البيئة الأمنية المجاورة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أشبه بطقس البحر المتغير الذي يتعذر توقعه.
كما أنها متقلبة جدا وقد تجاوزت منسوب الخطورة بدرجة كبيرة من حيث توترها واضطرابها.
تلجأ جيوش الولايات المتحدة الأمريكية والدولة التابعة لها كعادتها إلى الأعمال الاستفزازية التي تزيد الوضع سوءا، ضاربة عرض الحائط بالقلق الأمني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
نشهد مؤخرا الكثير من الأعمال الأشد خطورة.
تزج الولايات المتحدة بوسائل الضرب الاستراتيجية في منطقة شبه الجزيرة الكورية على مستوى انتشارها الدائم.
إلى جانب ذلك، تبيّن مواضيع مختلف أنواع المناورات العسكرية الجارية مؤخرا طبيعتها العدوانية دون ترشيح، نازعة حتى القناع بأنها سنوية ودفاعية.
كما قدرت حكومتنا قبل فترة، سجل العدو رقما قياسيا بإثارة ضجة المناورات الحربية الأكبر حجما بالفعل في التاريخ ضد جمهوريتنا طوال عام 2024، وبحلول هذا العام، يوسع ويعزز بشدة الأعمال الاستفزازية السياسية والعسكرية ضدنا.
يبدي العدو نيته دون إخفاء لمواجهة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بصورة أكثر عدائية بالإجراءات العملية الحقيقية، ويجدد طابعها العلني جميع الأرقام القياسية الماضية.
في الآونة الأخيرة، أعلنت الأوساط العسكرية الأمريكية بشأن وضع الخطة الجديدة لعمليات زمن الحرب في العام الماضي بالتواطؤ مع جيش جمهورية كوريا.
صارح قائد القوات الأمريكية المرابطة في جمهورية كوريا في نص الأجوبة الكتابية المقدم إلى جلسة الاستماع للجنة العسكرية لمجلس النواب الأمريكي بأن الأوساط العسكرية للولايات المتحدة وجمهورية كوريا وقعت على الخطة الجديدة لعمليات زمن الحرب المشتركة في عام 2024، وتأكدت عمليا من الخطة المذكورة التي تم إكمالها لعدة سنوات مضت من خلال المناورات العسكرية المتحالفة والمشتركة المتنوعة.
ليست سرا حقيقة أن الولايات المتحدة وجمهورية كوريا قامتا في آذار/ مارس الأخير بتشغيل القوات المسلحة النووية الأمريكية والقوات المسلحة التقليدية لجمهورية كوريا بصورة موحدة وإجراء التدريبات ذات الطابع العدواني والتي تحاكي الضربات النووية على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك بتطبيق "الخطة العملياتية 2022" في فترة المناورات العسكرية المشتركة، وسبق أن حذرنا بصرامة من البوادر الاستفزازية للدول المعادية.
إنه لتعبير صريح عن موقف المواجهة القصوى مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وتوسيع سافر لجو التصادم العنيف أن أعلن من له صلاحية قيادة القوات المتحدة للولايات المتحدة وجمهورية كوريا دون تحفظ عن وجود الخطة العملياتية الجديدة لإشعال نيران الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية.
في تسعينات القرن الماضي، نشأت في شبه الجزيرة الكورية أزمة نشوب الحرب في أي لحظة من جراء إعلان "الخطة العملياتية 5027" للولايات المتحدة وجمهورية كوريا والتي تحاكي الحرب الشاملة ضدنا، واندفع الوضع السياسي والعسكري في منطقة شبه الجزيرة الكورية إلى أسوأ الأحوال خلال عدة سنوات، بمناسبة وضع "الخطة العملياتية 5015" في عام 2015 بإضافة استراتيجية الضرب الاستباقي إليها، وهذه الحقائق تدل بوضوح على أي نتيجة ستخلفها الخطة العملياتية الأمريكية الجديدة في زمن الحرب على البيئة الأمنية في المنطقة.
خطة الحرب النووية الجديدة للولايات المتحدة وجمهورية كوريا هي تعبير أكثر جلاء عن إرادتهما لخوض الحرب ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، كما أنها تشكل تهديدا مباشرا لسلام وأمن المنطقة والعالم.
من الواضح أن مصدر تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية يكمن في الولايات المتحدة والدول الحليفة الدائرة في فلكها والتي تلجأ بجرأة أكبر إلى الأعمال العسكرية لزرع البنى التحتية للناتو في المنطقة ورفع مستوى الاستعداد للحرب.
إن الوضع الذي بلغت فيه عملية الاستعداد المسبق للولايات المتحدة وجمهورية كوريا أخطر مرحلة واللتين تسعيان لنقل الحرب النووية إلى أرض الواقع وآفاق تطوره، توضح لنا بجلاء أكبر ما علينا إيلاء الأهمية له والقيام به.
سنتعامل حتما مع هذه الأزمة الجيوسياسية وتيار تطورها، ونتخذ الإجراءات ردا عليهما.
بخصوص سياستنا النووية التي تم صياغتها رسميا كقانون رئيسي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، قد تم تبنيها تعبيرا دقيقا عن القلق على أمن الدولة في ضوء هذا التهديد الحالي ونظيره المحتمل، ويبرز واقع اليوم بصورة أكبر أحقية وصحة وضرورة نهجنا الخاص بتعزيز القوات المسلحة النووية.
قبل فترة أيضا، قدمت توجيهات بإعلان إرادتنا عبر نشرة الأخبار الخارجية.
إذا واصلت الولايات المتحدة تحطيم الرقم القياسي في تصرفاتها لعرض قوتها العسكرية، لا يسعنا أيضا إلا أن نحطم الرقم القياسي في عرض قدرتنا الرادعة الاستراتيجية. هذا رد الفعل العادل.
لا يجوز للعدو أن يجرؤ على اختبار إرادتنا، نحن الذين نتمكن من ممارسة حقنا بالشكل الكافي في تعبئة كافة الوسائل التي في حوزتنا دون تردد لصون سيادة الدولة ومصالحها الأمنية.
سنسعى جاهدين باستمرار دون توقف، بدافع من الثقة المضاعفة بالنفس حتى نكمل حالة التأهب الدفاعي النووي بصورة أكبر في أي مجال من سمائنا وأرضنا وبحرنا على أساس القدرة القوية على توجيه الضربات المضادة، ونكبح تماما النشاطات العسكرية المتنوعة للعدو بالقوة الساحقة والذي يشكل تهديدا خطيرا لسيادة ومصالح دولتنا بنشر أصوله الاستراتيجية الضخمة دائما.
لا يعدو إنزال المدمرة اليوم كونه أول انطلاقة لتحديث القوات البحرية، إلا أن ذلك كاف لتبيان إرادتنا البعيدة المدى لتعزيز القدرة القتالية للقوات البحرية بما يلبي المتطلبات الأولية لضمان أمن الدولة ويتفق مع اتجاه التطور العالمي للقوات البحرية.
لسنا الآن في عصر رؤية الحلم، بل نجد أنفسنا الآن في عصر الممارسة العملية. لا جدوى من الحلم بما هو مستحيل مائة أو ألف يوم، وهذا أسوأ من عدم الحلم به.
إنه لخطتنا لتعزيز القوات البحرية أن ندخل أحدث السفن القتالية القادرة على تلبية كافة متطلبات استراتيجية الدفاع الوطني إلى الخدمة في أسرع وقت ممكن، باتخاذ النمو الملحوظ لصناعة بناء السفن الحربية كمهمة محورية، حتى نطور القوات البحرية لجمهوريتنا إلى قوات حديثة متفوقة ليس من الناحية السياسية والفكرية فحسب، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا.
يمكن القول إن بناء المدمرة المتعددة الأغراض يعد مفتاحا لتحقيق ذلك.
حتى العدو الذي يزهو بتفوقه في البحر والسفن الحربية لا يستخف بمثل هذه السفينة الحربية.
سنسرع وتيرة تعزيز القوات الفوبحرية والأخرى التحبحرية أكثر من ذي قبل، ونعمل جاهدين باستمرار من أجل تزويد السفن الحربية بالوسائل العالية التقانة من الجيل الجديد والأنظمة المركبة الهجومية والدفاعية وتحسين وتقوية البنى التحتية الساحلية.
يعد امتلاك القدرة العملياتية في عرض البحر وسيلة جديرة بالثقة إلى أبعد الحدود في السيطرة الفعالة والأمينة على التهديدات العسكرية المصحوبة بالتهديد النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتقييد ومنع محاولات العدو لزيادة قواته المسلحة في شبه الجزيرة الكورية بجلبها من الخارج عند الطوارئ.
نخطط من الآن أن نبني الأسطول لتنفيذ العمليات في عرض البحر والذي بات معترفا به دائما كمرادف للعدوان الإمبريالي، وهذا مطلب واقعي قريب من أنظارنا.
الدول المعادية لنا والتي تركب هواها حول شبه الجزيرة الكورية بعد تشكيل التكتلات العسكرية الأكثر رجعية هي جميعا دول بحرية، كما أن رؤوس جسورها للعدوان الخارجي ومواقع احتشاد قواتها المسلحة وقواعدها اللوجستية تقع في المحيطات والسواحل.
إن الواقع الجلي الذي يتحول فيه المحيط إلى ساحة الحرب الأولى يعلمنا بوضوح السبل الأمينة للحفاظ على سيادتنا وسلامنا.
من ناحية القوة، هناك علاقة تناسب طردي ما بين القوة القادرة على العدوان والأخرى القادرة على صده.
يمكن القول إن العبارة التي تشير عموما إلى مستوى القدرة الرادعة للحرب الأكثر مصداقية هي باختصار أقوى قدرة على الهجوم الاستباقي.
من الطبيعي ألا يمكن كبح ودرء القوى القادرة على العدوان والقوى التي تباشر العدوان بالفعل إلا عند امتلاك القوة المعادلة لها.
يتخذ نهج وسياسة دولتنا للدفاع عنها حماية سيادتها وسلامة أراضيها ومصالح أمنها كرسالة تامة لها، إلا أننا لن نتوانى عن الاستعمال الاستباقي للقوة العسكرية الأكثر اقتدارا، إذا جاءت الضرورة القصوى الاضطرارية لتحقيق ذلك.
مجال استعمال تلك القدرة الهجومية الاستباقية لا ينحصر على أي مكان وأي حدود.
لذا، لا يمكن لمنطقة نشاطات قواتنا البحرية لحماية سيادة ومصالح الدولة أن تقتصر على مياهنا الإقليمية فقط، بل يتعين على قدرتها القتالية أن تمتد حتما إلى عرض البحر.
هذا أفضل اختيار لتحقيق سلامة أراضي دولتنا وسلامها الكامل، وممارسة حقها العادل في الدفاع الذاتي.
لا حاجة بنا إلى زيادة التفسير عن استراتيجيتنا البحرية الداعية إلى بناء القدرة الكفيلة بكبح عدوان الدول المعادية بمبادرة منا وشن الهجوم الاستباقي أو الانتقامي الأخير بالانطلاق إلى أي منطقة مائية في العالم.
تعتبر مدمرة "تشواي هيون" التي يتم إنزالها اليوم صورة مصغرة تمكن من تخمين الملامح المستقبلية لقواتنا البحرية، كونها سفينة قتالية تستعمل في نطاق تلك القدرة.
يمكن القول إننا فتحنا منفذا لإنجاز القضية التاريخية المقدسة لترقية بلادنا بالسرعة القصوى إلى دولة بحرية قوية في القرن الحادي والعشرين، عن طريق بناء هذه المدمرة الحديثة.
إن حفل إنزال المدمرة الحديثة اليوم سيكون طلقة إشارة إلى تعزيز القوات البحرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
كما أن عمل بناء الغواصة العاملة بالطاقة النووية سيغدو تحديدا طلقة إشارة ثانية إلى ذلك.
أيها الرفاق،
اليوم، تجلى تطوير صناعة بناء السفن كمهمة حاسمة لتعزيز القوات البحرية وواجب استراتيجي رئيسي لحماية السيادة.
هذا الطريق غير مطروق، إلا أن لدينا أهدافا وخططا صائبة وقوة قادرة على تنفيذها.
لقد قدمت المناهج لتسريع التغير الكمي والنوعي والتقني في بناء السفن الحربية وزيادة قدرتها العملياتية بدرجة فائقة، وتم المصادقة على مختلف الخطط المستقبلية لتطوير صناعة بناء السفن الحربية وأعمال التخطيط الضخمة لبنائها.
في هذا السياق، تتخذ صناعتنا لبناء السفن الحربية مظهرها اللائق بالصناعة الحديثة، واكتسبنا الخبرات والثقة بكوننا قادرين على بناء أي سفن حربية متقدمة بقوتنا وتقنياتنا الذاتية.
هذا ما يزيد إرادتنا رسوخا، نحن الذين نتجه إلى النهوض بصناعة السفن الحربية، وبناء الدولة البحرية القوية.
أنا على يقين من أن الكوادر وأفراد الطبقة العاملة في ترسانة نامبو لبناء السفن والذين وقفوا بجدارة كأفراد فصيل طليعي في النضال الرامي إلى تطوير صناعة بناء السفن الحربية لبلادنا وتعزيز القوات البحرية المستقلة ببناء المدمرة الحديثة الرائعة، سيحدثون ثورة جديدة أخرى في بناء السفن الحربية بانطلاقهم جميعا رافعين راية تحديث صناعة بناء السفن بصورة عالية.
آمل منكم العمل المتفاني والنشيط الأكثر جرأة والذي يتفوق على كافة جهودكم المبذولة حتى الآن.
يتعين على الكوادر القياديين للحزب والدولة ومسؤولي مختلف القطاعات أيضا أن يؤدوا رسالة وواجبات جسيمة كلفهم بها عصر ثورة صناعة بناء السفن الحربية، من خلال مشاركتهم الفعالة وإسهاماتهم السخية.
أيها الرفاق،
نشعر باطمئنان البال والفخر ونحن نتأمل هذا الواقع العظيم الذي يمكننا من مشاهدة القدرة الاحتياطية لصناعتنا لبناء السفن وآفاق تطورها دون تحفظ.
يعبر الجميع الآن عن سرورهم ويقدمون التهنئة لتعزيز قواتنا البحرية، بدافع من مشاعر الاعتزاز به.
هذا تقدير رائع للمآثر العظيمة التي حققتها القوات البحرية أمام الوطن وروح تفانيها ومصداقيتها التي تجلت في النضال لحماية سيادتنا ومصالح دولتنا، كما أنه تعبير في رأيي عن الرغبة الصادقة في نمو وتطور القوات البحرية التي سترتقي بالسرعة القصوى إلى قوات عالمية.
لا وجود للحدود ولا يجوز أن توجد في النمو السريع لقدرة الدفاع الوطني والمثل العليا التي نتطلع إليها ونحققها.
إن تاريخ بناء قواتنا البحرية والذي ينظر إليه العالم بنظرة جديدة، سيتقدم بقوة إلى الأمام من الآن بعد رفع مرساته، ولن نستريح ولو لحظة واحدة على هذه المسيرة.
ضباط وجنود القوات البحرية،
لنتقدم بالاحترام إلى مدمرة "تشواي هيون" التي ستظهر سمعتها كسفينة لا ند لها لأنها مشربة بالروح البطولية الفريدة والجرأة الصامدة للقائد المجرب المناهض لليابان.
ستوضح تلك الروح والراية خطوط ملاحة بحارتنا، وتجعلانهم يسجلون آثار الملاحة المظفرة دائما.
أتمنى لضباط وجنود القوات البحرية حظ الانتصار والشرف.
المجد لقواتنا المسلحة البحرية الباسلة!
عاشت دولتنا العظيمة، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية!
الرفاق القادة والبحارة البواسل في أسطولي البحرين الشرقي والغربي للقوات البحرية للجيش الشعبي الكوري، وطلبة كلية القوات البحرية،
والرفاق الجنرالات المسرحون المحترمون الذين يحضرون هذا المكان اليوم معنا، تملؤهم العزة العالية بخدمتهم المخلصة لمدة طويلة في المناصب الهامة لقواتنا البحرية،
أيها الرفاق،
ترسو أمامنا الآن السفينة القتالية الكبيرة رمزا للمكانة المتغيرة لقواتنا البحرية.
لا أستطيع أن أتمالك نفسي من شدة التأثر بالفعل لأنني أقف أمام السفينة الحربية من طراز جديد والتي لا غنى عنها لإنماء القوة للحفاظ التام على سيادتنا البحرية، وستغدو نقطة انطلاق جسيمة في المسار المتطلع إلى الدولة البحرية القوية المتقدمة.
يشرفني بلا حدود أن أعلن اليوم هكذا عن ولادة أول سفينة قتالية من جيل جديد ستتزود بها القوات البحرية للجيش الشعبي الكوري البطل.
أود أن أتقدم أولا بالشكر والتحية إلى العمال والتقنيين والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن، الذين أهدوا القوة الجبارة والحماسة الكفاحية لقواتنا البحرية عن طريق بناء المدمرة المقتدرة المتعددة الأغراض بصورة رائعة، وفاء لنهج حزب العمل الكوري وحكومة الجمهورية لتعزيز القوات البحرية.
كما أتقدم بالتشجيع الكفاحي إلى العلماء والتقنيين وأفراد الطبقة العاملة في قطاع بناء السفن والمختصين به والذين يعملون بكل همة في سبيل التطوير والإبداع المتواصل كونهم قوة رئيسية لصنع ثورة صناعة السفن الحربية في العصر الجديد.
وأتوجه بالتهاني أيضا إلى ضباط وجنود أسطول البحر الشرقي للقوات البحرية للجيش الشعبي الكوري الذين سيشغلون المدمرة من طراز جديد بعد استلامها، وقادة وطاقم المدمرة الذين سيخدمون فيها.
يا له من مشهد رائع حقا كلما أرى المدمرة الهجومية المتعددة الأغراض من الجيل الجديد رقم 1 تعوم بضخامة على سطح بحر الوطن الأزرق والتي بناها أفراد طبقتنا العاملة الأبية بقوتهم الذاتية.
أشعر ببالغ التأثر حين أتصور ملامح تلك المدمرة التي ستركب قريبا المياه الإقليمية للوطن رافعة في ساريتها علم الدولة المقدس.
كما أشعر ببالغ الاطمئنان حين أفكر بأمن مياهنا الإقليمية التي ستزداد سلامة من الآن بفعل تلك المدمرة.
لقد فتح منفذ لتحديث قواتنا البحرية بفضل ظهور هذه المدمرة.
بخصوص تركيبة معدات هذه المدمرة باعتبارها محصلة لتقنيات الدفاع الوطني الذاتي، صارت تتمكن من تنفيذ العمليات البحرية المتعددة الأغراض لأنها محمولة بأنظمة السلاح القادرة على تعزيز القدرة العملياتية لضرب الأهداف على الأرض إلى أقصى درجاتها مثل وسائل الهجوم، أي الصاروخ المجنح الاستراتيجي فوق الصوتي والصاروخ البالستي التكتيكي، ناهيك عن القدرة المضادة للطائرات والسفن الحربية والغواصات والصواريخ البالستية مما أدى إلى زيادة التدخل المباشر للقوات البحرية إزاء العمليات البرية.
هذا إحدى المسائل البالغة الشأن من ناحية العلم العسكري.
من المقرر أن تمر هذه السفينة فيما بعد بالمراحل الضرورية مثل تقييم كفايتها وقدرتها على تنفيذ العمليات وتجربة تشغيل معداتها المتكاملة، ويتم تسليمها إلى القوات البحرية في أوائل العام القادم لتدخل حيز تنفيذ العمليات.
بالطبع، سنبني في العام القادم أيضا السفن القتالية من هذه الدرجة، ونقوم الآن بمراجعة التصاميم العامة للسفن الحربية في المرحلة النهائية ضمن خطة لبناء الطراد الأكبر ذي القدرة العملياتية الأعلى ومختلف أنواع سفن الحراسة أيضا في أسرع وقت ممكن.
سنحقق الأعمال المخططة لبناء المدمرة المتعددة الأغراض كهذه على مراحل سنوية، كما سنقوم عادة بالتشغيل العملياتي لهذه السفن الحربية في المنطقة المائية للدفاع عن السواحل والمنطقة البحرية في الحدود الوسطى. حقا، أود أن أعبر عن تأثر اليوم مرارا وتكرارا.
في هذا العام العميق المغزى الذي سيحتفل بالذكرى الثمانين لاستعادة بلادنا سيادة الدولة بعد تخلصها من الاستعباد الاستعماري للإمبريالية، وفي يوم 25 من نيسان/ أبريل الذي ولدت فيه أول القوات المسلحة الثورية في كوريا هذه، أصبحنا نعوم المدمرة المقتدرة التي تركزت عليها قدرتنا الوطنية الجبارة هكذا حتى يبرز مغزاها بجلاء أكبر.
إن المسيرة الطويلة من شق طريق الثورة الكورية إلى إقامة السلطة باعتبارها تحقيق استقلالية الشعب الكوري، وصون السيادة الممتد إلى ما يقرب من قرن واحد بعد ذلك ارتبطت دائما ارتباطا مباشرا بالقوات المسلحة المستقلة، ولم تعرف إلا النصر بفضلها لا غير.
يوم 25 من نيسان/ أبريل يعتبر بالنسبة لنا نقطة انطلاق النضال المسلح الدموي الذي خرج بجميع الأحداث المصيرية بعد أن استهل قبل إقامة سلطتنا وولادة حزبنا.
يمكن القول إن هذا تحديدا يعني ولادة أول قوات مسلحة حقيقية لشعبنا وفي الوقت نفسه، كان تعبيرا عن الموقف الثابت للثوريين الكوريين الذين يتعاملون مع صياغة مصيرهم بصورة مستقلة عن وعي ضمن هدف واضح.
نظرة جيلنا الجديدة إلى يوم 25 من نيسان/ أبريل عام 1932 الذي ينطوي على المغزى السياسي الجسيم قبل يوم 8 من شباط/ فبراير عام 1948 الذي شهد ولادة أول قوات مسلحة ثورية نظامية في كوريا هي أنه يوم اتضحت فيه بجلال إرادتهم لاسترجاع سيادة الدولة وإقامة السلطة الديمقراطية بالإيمان الثوري الصامد والنضال المستميت، بعد تقرير النضال المسلح انطلاقا من آرائهم الإيجابية وخيارهم المسؤول.
إعادة إدراك هذا الثقل التاريخي ليوم 25 من نيسان/ أبريل تذكرنا، نحن الذين حددنا هذا اليوم العظيم الدلالة كيوم الحفل التذكاري، باسم أحد القادة المجربين الذي ترك آثار الحياة الجلية في التاريخ المجيد للقوات المسلحة الثورية المستقلة.
أحدث مدمرة متعددة الأغراض تقع أمامنا الآن صنفت ضمن درجة "تشواي هيون"، وسميت أول سفينة بسفينة "تشواي هيون" كما صدر آنفا.
لم تكن صلة خاصة بالبحارة في حياة الجنرال تشواي هيون الذي كان رفيقا ثوريا مخلصا لزعيمنا كيم إيل سونغ في السلاح يعرفه جيدا جميع الكوريين، إلا أننا نسمي أول مدمرة من الجيل الجديد بسفينة "تشواي هيون" أملا في أن تكون روح البحارة من الجيل الناشئ مشربة بروح ذلك الشخص الذي ما زال ماثلا في ذاكرتنا كرمز للشجاعة والعزيمة حتى يحرزوا انتصارات لا مثيل لها في تاريخ قواتنا البحرية.
كان جميع القادة العسكريين المنحدرين من جيش حرب العصابات مثل كيم تشايك وآن كيل وتشواي هيون وكانغ كون جنرالات وأكفاء حقيقيين لأنهم اجترحوا المآثر الكبيرة في تحرير الوطن باستنهاض الصفوف المسلحة بهدف مناهضة اليابان بالقوة الذاتية، وساعدوا زعيمنا في عمله بالإيمان المخلص والمؤهلات العسكرية البارزة في سياق إبادة الجيوش الإمبريالية المتحالفة إثر سلوك الطريق غير المطروقة لبناء الدولة والجيش.
يتعين على سفن النخبة القتالية التي ستكون رمزا جديدا لقدرة دولتنا على الدفاع الذاتي، بطبيعة الحال، رفع الفكر الذي كان الرعيل الأول من القوات المسلحة الثورية المستقلة يتحلى به كراية لها، كما على البحارة مواصلة جرأته وروحه الصامدة بحذافيرهما ليتخذوا التفاني بنكران الذات لحماية كرامة الوطن وسلامة الشعب رسالة مطلقة لهم.
ستطلق أيضا على المدمرات الحديثة التي سيتم بناؤها من الآن وصاعدا أسماء المناضلين الثوريين المناهضين لليابان الذين ذاع صيتهم كمقاتلين مشهورين وتركوا مآثرهم الباهرة في تاريخ بناء الجيش.
تاريخ مناقب القوات البحرية للجيش الشعبي الكوري والتي دحرت ما حصر له من الخطر العدواني حوالي 80 عاما دفاعا عن السيادة البحرية وهي محور سيادة دولتنا، يدل على أن بحر الوطن حافظت عليه روح بحارتنا.
لم تقارن قواتنا البحرية مع العدو سواء من حيث قوامها أو على مستوى معداتها، بيد أنها أضفت شرفا خالدا لتاريخ انتصار الجيش الشعبي الكوري البطل ليس في فترة الحرب فحسب، بل في مسيرته الممتدة إلى عشرات السنين بعدها أيضا، وكذلك أقامت الجدار الدفاعي الأخير في المدخل البحري الذي ظل طريقا للعدوان جيلا بعد جيل.
جميع تلك المآثر القتالية غالية ومتفانية جدا لا يمكن تفسيرها تماما بمجرد خصائص المهام لحماية المياه الإقليمية للوطن والتي لم تهدأ قط في أي وقت من الأوقات، كما أنها مقدسة لا يمكن تحقيقها مطلقا بدون إظهار روح الحماية المنقطعة النظير والمعنويات القتالية البطولية.
الرفاق جنرالات القوات البحرية بالأمس الحاضرون إلى هذا المكان هم أيضا سجلوا آثار الملاحة للحماية والتي ستبقى خالدة في تاريخ القوات البحرية، بروح التضحية غير المحدودة بالنفس والعزيمة الصامدة وهم يندفعون جارين على الخطوط البحرية المقدسة دون أدنى تغير أثناء خدمتهم في القوات البحرية.
مهما تعاقبت الأجيال في صفوف القوات البحرية المشرفة، ينبغي للروح العظيمة التي أسهمت في صون سيادة جمهوريتنا بإراقة الدماء الزكية في عرض البحر الخالي من أي علامة للحدود الوطنية أن تتواصل بلا تغير وتظل خالدة كروح أبدية للحماية، بالإضافة إلى الشجاعة الصامدة والصلابة لأبناء جيل تأسيس الجيش.
إن المدمرة "تشواي هيون" التي تم إنزالها اليوم وأحدث السفن الحربية المزمع بناؤها على إثرها ستوفر الأجنحة وتضفي مزيدا من الحيوية والنشاط بلا حدود للروح القتالية البطولية لبحارتنا، وتجعل السمعة الخالدة لضباط وجنود القوات البحرية تحظى بالثناء والتقدير جيلا بعد جيل.
أيها الرفاق،
تلك المدمرة الحديثة التي ستمخر قريبا على الخطوط البحرية المقدسة لحماية السيادة، مجتازة الأمواج الزرقاء في المياه الإقليمية لجمهوريتنا، مثقلة برغبة الشعب في إحلال السلام والازدهار.
البحر المحيط ببلادنا من جهتيها الشرقية والغربية هو قاعدة مرتبطة ارتباطا مباشرا بمعيشة الشعب وفي الوقت ذاته، مجال هام لممارسة السيادة بالنسبة لدولتنا.
تكمن الخصائص الجيوسياسية لبلادنا، الدولة البحرية في أن سلامتها وتطورها لا يتم ضمانهما إلا عندما تكون قواتها البحرية قوية، ومن هنا، إن إنماء القدرة القتالية لقواتنا البحرية بأسرع ما يمكن وتعزيزها دون توقف يغدو خيارا أكثر إلحاحا وطبيعية لنا اليوم، كما هو الحال دائما منذ تأسيس الجيش.
لا يمكن للسيادة البحرية لدولتنا أن يتم الحفاظ عليها إلا بجبروت القوات البحرية.
في السنوات الأخيرة، طرح النهج الثوري لتعزيز قدرة القوات البحرية ورفعت المرساة لتحديث السفن الحربية مع ظهور أول كيان واقعي في إطار تنفيذ ذلك النهج، حتى تبوأت قواتنا البحرية بجدارة مكانتها باعتبارها قوات مقتدرة تضطلع بجانب من جوانب القدرة الدفاعية الوطنية المستقلة، وبخاصة، أصبحت تتمكن من رفع مكانتها في مجال استخدام السلاح النووي كونها عنصرا من عناصر قدرة الردع النووي للحرب ونتيجة لذلك فقد بدأت تتناسب مع تطبيق القدرة الرادعة للحرب أكثر من ذي قبل.
ستؤدي مدمرتنا دورا هاما لحماية السيادة البحرية ومصالح الدولة بشكل كامل في المياه الإقليمية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
الآن، خطت قواتنا البحرية خطوة أولى إلى العصر الذي تتغير فيه وتقفز إلى الأعلى بالفعل.
تجربة هذه اللحظة الراهنة مؤثرة إلى أبعد الحدود، لأننا أصبحنا نفخر بثبات بأن شرارة نيران الثورة في العصر الجديد لتعزيز قدرة القوات البحرية والتي أعلناها سابقا تأججت أخيرا.
بذلنا جهودا كبيرة وعانينا من المصاعب غير القليلة في بحث وتطوير وإنتاج جميع المعدات الحديثة، إلا أننا أصبحنا نملك ضمانا أكيدا بشأن فعالية تشغيل معدات السفينة الحربية، فضلا عن أهميتها العسكرية والاقتصادية، لأن مجمل أنظمة أسلحتها قائمة على الأسس الراسخة لصناعة الدفاع الوطني المستقل.
بمجرد النظر إلى هذه المدمرة التي تحولت إلى كيان واقعي لا تشوبه شائبة كما هو مقصود في جميع النواحي من وضع تصاميمها إلى بناء بدنها وتجهيز أنظمة الأسلحة على سطحها، يمكن القول بجدارة إن الثورة الكبيرة قامت في بناء السفن الحربية.
حقا، إن هذه وليدة تذكارية للصناعة الثورية تظهر ما لا ينضب معينه من قوة علومنا وتقنياتنا للدفاع الوطني والقدرة الخلاقة لأفراد طبقتنا العاملة الأذكياء والأوفياء.
أثبت العمال والتقنيون والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن بقوة صحة ثورة صناعة السفن الحربية التي قررها حزبنا وحتمية انتصارها، بجهودهم المتفانية وإخلاصهم الصادق وأسلوب عملهم الذي لا غبار عليه.
إن تاريخها لبناء السفن الممتد إلى ما يقرب من 80 عاما وتقنية بنائها الجديرة بالقاعدة العالية السمعة في بناء عدد كبير من السفن بشتى أحجامها وأنواعها تستحقان الثناء والإطراء، إلا أنني أعبر عن فائق الاحترام لجهود أفراد الطبقة العاملة الذين واصلوا مئات الليالي والنهر بالنضال البطولي من أجل إنجاز المهام المكلفة لهم في موعدها المحدد دون قيد أو شرط وفاء لنهج الحزب الخاص بثورة صناعة السفن الحربية.
نيابة عن حكومة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجميع أبناء الشعب، وتعبيرا عن مشاعر ضباط وجنود قواتنا البحرية الذين يستقبلون هذه اللحظة بانشراح الصدر أكثر من غيرهم، أتقدم بأحر التحيات الكفاحية مجددا بالإضافة إلى فائق الشكر إلى العمال والتقنيين والكوادر في ترسانة نامبو لبناء السفن والذين بنوا أول مدمرة من الجيل الجديد بصورة رائعة.
أيها الرفاق،
البيئة الأمنية الراهنة لدولتنا بالغة الخطورة، ويتطلب الوضع منا أن نحدث تغيرا ملحوظا وسريعا في النظريات العسكرية الحالية وتطبيقها ونوسع التسلح النووي بالسرعة القصوى.
البيئة الأمنية المجاورة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أشبه بطقس البحر المتغير الذي يتعذر توقعه.
كما أنها متقلبة جدا وقد تجاوزت منسوب الخطورة بدرجة كبيرة من حيث توترها واضطرابها.
تلجأ جيوش الولايات المتحدة الأمريكية والدولة التابعة لها كعادتها إلى الأعمال الاستفزازية التي تزيد الوضع سوءا، ضاربة عرض الحائط بالقلق الأمني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
نشهد مؤخرا الكثير من الأعمال الأشد خطورة.
تزج الولايات المتحدة بوسائل الضرب الاستراتيجية في منطقة شبه الجزيرة الكورية على مستوى انتشارها الدائم.
إلى جانب ذلك، تبيّن مواضيع مختلف أنواع المناورات العسكرية الجارية مؤخرا طبيعتها العدوانية دون ترشيح، نازعة حتى القناع بأنها سنوية ودفاعية.
كما قدرت حكومتنا قبل فترة، سجل العدو رقما قياسيا بإثارة ضجة المناورات الحربية الأكبر حجما بالفعل في التاريخ ضد جمهوريتنا طوال عام 2024، وبحلول هذا العام، يوسع ويعزز بشدة الأعمال الاستفزازية السياسية والعسكرية ضدنا.
يبدي العدو نيته دون إخفاء لمواجهة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بصورة أكثر عدائية بالإجراءات العملية الحقيقية، ويجدد طابعها العلني جميع الأرقام القياسية الماضية.
في الآونة الأخيرة، أعلنت الأوساط العسكرية الأمريكية بشأن وضع الخطة الجديدة لعمليات زمن الحرب في العام الماضي بالتواطؤ مع جيش جمهورية كوريا.
صارح قائد القوات الأمريكية المرابطة في جمهورية كوريا في نص الأجوبة الكتابية المقدم إلى جلسة الاستماع للجنة العسكرية لمجلس النواب الأمريكي بأن الأوساط العسكرية للولايات المتحدة وجمهورية كوريا وقعت على الخطة الجديدة لعمليات زمن الحرب المشتركة في عام 2024، وتأكدت عمليا من الخطة المذكورة التي تم إكمالها لعدة سنوات مضت من خلال المناورات العسكرية المتحالفة والمشتركة المتنوعة.
ليست سرا حقيقة أن الولايات المتحدة وجمهورية كوريا قامتا في آذار/ مارس الأخير بتشغيل القوات المسلحة النووية الأمريكية والقوات المسلحة التقليدية لجمهورية كوريا بصورة موحدة وإجراء التدريبات ذات الطابع العدواني والتي تحاكي الضربات النووية على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك بتطبيق "الخطة العملياتية 2022" في فترة المناورات العسكرية المشتركة، وسبق أن حذرنا بصرامة من البوادر الاستفزازية للدول المعادية.
إنه لتعبير صريح عن موقف المواجهة القصوى مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وتوسيع سافر لجو التصادم العنيف أن أعلن من له صلاحية قيادة القوات المتحدة للولايات المتحدة وجمهورية كوريا دون تحفظ عن وجود الخطة العملياتية الجديدة لإشعال نيران الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية.
في تسعينات القرن الماضي، نشأت في شبه الجزيرة الكورية أزمة نشوب الحرب في أي لحظة من جراء إعلان "الخطة العملياتية 5027" للولايات المتحدة وجمهورية كوريا والتي تحاكي الحرب الشاملة ضدنا، واندفع الوضع السياسي والعسكري في منطقة شبه الجزيرة الكورية إلى أسوأ الأحوال خلال عدة سنوات، بمناسبة وضع "الخطة العملياتية 5015" في عام 2015 بإضافة استراتيجية الضرب الاستباقي إليها، وهذه الحقائق تدل بوضوح على أي نتيجة ستخلفها الخطة العملياتية الأمريكية الجديدة في زمن الحرب على البيئة الأمنية في المنطقة.
خطة الحرب النووية الجديدة للولايات المتحدة وجمهورية كوريا هي تعبير أكثر جلاء عن إرادتهما لخوض الحرب ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، كما أنها تشكل تهديدا مباشرا لسلام وأمن المنطقة والعالم.
من الواضح أن مصدر تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية يكمن في الولايات المتحدة والدول الحليفة الدائرة في فلكها والتي تلجأ بجرأة أكبر إلى الأعمال العسكرية لزرع البنى التحتية للناتو في المنطقة ورفع مستوى الاستعداد للحرب.
إن الوضع الذي بلغت فيه عملية الاستعداد المسبق للولايات المتحدة وجمهورية كوريا أخطر مرحلة واللتين تسعيان لنقل الحرب النووية إلى أرض الواقع وآفاق تطوره، توضح لنا بجلاء أكبر ما علينا إيلاء الأهمية له والقيام به.
سنتعامل حتما مع هذه الأزمة الجيوسياسية وتيار تطورها، ونتخذ الإجراءات ردا عليهما.
بخصوص سياستنا النووية التي تم صياغتها رسميا كقانون رئيسي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، قد تم تبنيها تعبيرا دقيقا عن القلق على أمن الدولة في ضوء هذا التهديد الحالي ونظيره المحتمل، ويبرز واقع اليوم بصورة أكبر أحقية وصحة وضرورة نهجنا الخاص بتعزيز القوات المسلحة النووية.
قبل فترة أيضا، قدمت توجيهات بإعلان إرادتنا عبر نشرة الأخبار الخارجية.
إذا واصلت الولايات المتحدة تحطيم الرقم القياسي في تصرفاتها لعرض قوتها العسكرية، لا يسعنا أيضا إلا أن نحطم الرقم القياسي في عرض قدرتنا الرادعة الاستراتيجية. هذا رد الفعل العادل.
لا يجوز للعدو أن يجرؤ على اختبار إرادتنا، نحن الذين نتمكن من ممارسة حقنا بالشكل الكافي في تعبئة كافة الوسائل التي في حوزتنا دون تردد لصون سيادة الدولة ومصالحها الأمنية.
سنسعى جاهدين باستمرار دون توقف، بدافع من الثقة المضاعفة بالنفس حتى نكمل حالة التأهب الدفاعي النووي بصورة أكبر في أي مجال من سمائنا وأرضنا وبحرنا على أساس القدرة القوية على توجيه الضربات المضادة، ونكبح تماما النشاطات العسكرية المتنوعة للعدو بالقوة الساحقة والذي يشكل تهديدا خطيرا لسيادة ومصالح دولتنا بنشر أصوله الاستراتيجية الضخمة دائما.
لا يعدو إنزال المدمرة اليوم كونه أول انطلاقة لتحديث القوات البحرية، إلا أن ذلك كاف لتبيان إرادتنا البعيدة المدى لتعزيز القدرة القتالية للقوات البحرية بما يلبي المتطلبات الأولية لضمان أمن الدولة ويتفق مع اتجاه التطور العالمي للقوات البحرية.
لسنا الآن في عصر رؤية الحلم، بل نجد أنفسنا الآن في عصر الممارسة العملية. لا جدوى من الحلم بما هو مستحيل مائة أو ألف يوم، وهذا أسوأ من عدم الحلم به.
إنه لخطتنا لتعزيز القوات البحرية أن ندخل أحدث السفن القتالية القادرة على تلبية كافة متطلبات استراتيجية الدفاع الوطني إلى الخدمة في أسرع وقت ممكن، باتخاذ النمو الملحوظ لصناعة بناء السفن الحربية كمهمة محورية، حتى نطور القوات البحرية لجمهوريتنا إلى قوات حديثة متفوقة ليس من الناحية السياسية والفكرية فحسب، بل من الناحية العسكرية والتقنية أيضا.
يمكن القول إن بناء المدمرة المتعددة الأغراض يعد مفتاحا لتحقيق ذلك.
حتى العدو الذي يزهو بتفوقه في البحر والسفن الحربية لا يستخف بمثل هذه السفينة الحربية.
سنسرع وتيرة تعزيز القوات الفوبحرية والأخرى التحبحرية أكثر من ذي قبل، ونعمل جاهدين باستمرار من أجل تزويد السفن الحربية بالوسائل العالية التقانة من الجيل الجديد والأنظمة المركبة الهجومية والدفاعية وتحسين وتقوية البنى التحتية الساحلية.
يعد امتلاك القدرة العملياتية في عرض البحر وسيلة جديرة بالثقة إلى أبعد الحدود في السيطرة الفعالة والأمينة على التهديدات العسكرية المصحوبة بالتهديد النووي في شبه الجزيرة الكورية، وتقييد ومنع محاولات العدو لزيادة قواته المسلحة في شبه الجزيرة الكورية بجلبها من الخارج عند الطوارئ.
نخطط من الآن أن نبني الأسطول لتنفيذ العمليات في عرض البحر والذي بات معترفا به دائما كمرادف للعدوان الإمبريالي، وهذا مطلب واقعي قريب من أنظارنا.
الدول المعادية لنا والتي تركب هواها حول شبه الجزيرة الكورية بعد تشكيل التكتلات العسكرية الأكثر رجعية هي جميعا دول بحرية، كما أن رؤوس جسورها للعدوان الخارجي ومواقع احتشاد قواتها المسلحة وقواعدها اللوجستية تقع في المحيطات والسواحل.
إن الواقع الجلي الذي يتحول فيه المحيط إلى ساحة الحرب الأولى يعلمنا بوضوح السبل الأمينة للحفاظ على سيادتنا وسلامنا.
من ناحية القوة، هناك علاقة تناسب طردي ما بين القوة القادرة على العدوان والأخرى القادرة على صده.
يمكن القول إن العبارة التي تشير عموما إلى مستوى القدرة الرادعة للحرب الأكثر مصداقية هي باختصار أقوى قدرة على الهجوم الاستباقي.
من الطبيعي ألا يمكن كبح ودرء القوى القادرة على العدوان والقوى التي تباشر العدوان بالفعل إلا عند امتلاك القوة المعادلة لها.
يتخذ نهج وسياسة دولتنا للدفاع عنها حماية سيادتها وسلامة أراضيها ومصالح أمنها كرسالة تامة لها، إلا أننا لن نتوانى عن الاستعمال الاستباقي للقوة العسكرية الأكثر اقتدارا، إذا جاءت الضرورة القصوى الاضطرارية لتحقيق ذلك.
مجال استعمال تلك القدرة الهجومية الاستباقية لا ينحصر على أي مكان وأي حدود.
لذا، لا يمكن لمنطقة نشاطات قواتنا البحرية لحماية سيادة ومصالح الدولة أن تقتصر على مياهنا الإقليمية فقط، بل يتعين على قدرتها القتالية أن تمتد حتما إلى عرض البحر.
هذا أفضل اختيار لتحقيق سلامة أراضي دولتنا وسلامها الكامل، وممارسة حقها العادل في الدفاع الذاتي.
لا حاجة بنا إلى زيادة التفسير عن استراتيجيتنا البحرية الداعية إلى بناء القدرة الكفيلة بكبح عدوان الدول المعادية بمبادرة منا وشن الهجوم الاستباقي أو الانتقامي الأخير بالانطلاق إلى أي منطقة مائية في العالم.
تعتبر مدمرة "تشواي هيون" التي يتم إنزالها اليوم صورة مصغرة تمكن من تخمين الملامح المستقبلية لقواتنا البحرية، كونها سفينة قتالية تستعمل في نطاق تلك القدرة.
يمكن القول إننا فتحنا منفذا لإنجاز القضية التاريخية المقدسة لترقية بلادنا بالسرعة القصوى إلى دولة بحرية قوية في القرن الحادي والعشرين، عن طريق بناء هذه المدمرة الحديثة.
إن حفل إنزال المدمرة الحديثة اليوم سيكون طلقة إشارة إلى تعزيز القوات البحرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
كما أن عمل بناء الغواصة العاملة بالطاقة النووية سيغدو تحديدا طلقة إشارة ثانية إلى ذلك.
أيها الرفاق،
اليوم، تجلى تطوير صناعة بناء السفن كمهمة حاسمة لتعزيز القوات البحرية وواجب استراتيجي رئيسي لحماية السيادة.
هذا الطريق غير مطروق، إلا أن لدينا أهدافا وخططا صائبة وقوة قادرة على تنفيذها.
لقد قدمت المناهج لتسريع التغير الكمي والنوعي والتقني في بناء السفن الحربية وزيادة قدرتها العملياتية بدرجة فائقة، وتم المصادقة على مختلف الخطط المستقبلية لتطوير صناعة بناء السفن الحربية وأعمال التخطيط الضخمة لبنائها.
في هذا السياق، تتخذ صناعتنا لبناء السفن الحربية مظهرها اللائق بالصناعة الحديثة، واكتسبنا الخبرات والثقة بكوننا قادرين على بناء أي سفن حربية متقدمة بقوتنا وتقنياتنا الذاتية.
هذا ما يزيد إرادتنا رسوخا، نحن الذين نتجه إلى النهوض بصناعة السفن الحربية، وبناء الدولة البحرية القوية.
أنا على يقين من أن الكوادر وأفراد الطبقة العاملة في ترسانة نامبو لبناء السفن والذين وقفوا بجدارة كأفراد فصيل طليعي في النضال الرامي إلى تطوير صناعة بناء السفن الحربية لبلادنا وتعزيز القوات البحرية المستقلة ببناء المدمرة الحديثة الرائعة، سيحدثون ثورة جديدة أخرى في بناء السفن الحربية بانطلاقهم جميعا رافعين راية تحديث صناعة بناء السفن بصورة عالية.
آمل منكم العمل المتفاني والنشيط الأكثر جرأة والذي يتفوق على كافة جهودكم المبذولة حتى الآن.
يتعين على الكوادر القياديين للحزب والدولة ومسؤولي مختلف القطاعات أيضا أن يؤدوا رسالة وواجبات جسيمة كلفهم بها عصر ثورة صناعة بناء السفن الحربية، من خلال مشاركتهم الفعالة وإسهاماتهم السخية.
أيها الرفاق،
نشعر باطمئنان البال والفخر ونحن نتأمل هذا الواقع العظيم الذي يمكننا من مشاهدة القدرة الاحتياطية لصناعتنا لبناء السفن وآفاق تطورها دون تحفظ.
يعبر الجميع الآن عن سرورهم ويقدمون التهنئة لتعزيز قواتنا البحرية، بدافع من مشاعر الاعتزاز به.
هذا تقدير رائع للمآثر العظيمة التي حققتها القوات البحرية أمام الوطن وروح تفانيها ومصداقيتها التي تجلت في النضال لحماية سيادتنا ومصالح دولتنا، كما أنه تعبير في رأيي عن الرغبة الصادقة في نمو وتطور القوات البحرية التي سترتقي بالسرعة القصوى إلى قوات عالمية.
لا وجود للحدود ولا يجوز أن توجد في النمو السريع لقدرة الدفاع الوطني والمثل العليا التي نتطلع إليها ونحققها.
إن تاريخ بناء قواتنا البحرية والذي ينظر إليه العالم بنظرة جديدة، سيتقدم بقوة إلى الأمام من الآن بعد رفع مرساته، ولن نستريح ولو لحظة واحدة على هذه المسيرة.
ضباط وجنود القوات البحرية،
لنتقدم بالاحترام إلى مدمرة "تشواي هيون" التي ستظهر سمعتها كسفينة لا ند لها لأنها مشربة بالروح البطولية الفريدة والجرأة الصامدة للقائد المجرب المناهض لليابان.
ستوضح تلك الروح والراية خطوط ملاحة بحارتنا، وتجعلانهم يسجلون آثار الملاحة المظفرة دائما.
أتمنى لضباط وجنود القوات البحرية حظ الانتصار والشرف.
المجد لقواتنا المسلحة البحرية الباسلة!
عاشت دولتنا العظيمة، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية!