/ النشاطات الثورية للامين العام لحزب العمل الكوري كيم جونغ وون
كلمة القائد كيم جونغ وون في حفل إطلاق بناء القاعة التذكارية للمآثر القتالية في العمليات العسكرية الخارجية
   أيها الرفاق،
   اليوم، نقيم حفل إطلاق المشروع برفع أول رفش لبناء القاعة التذكارية للمآثر القتالية من أجل نقل الحياة الرائعة للأبطال والمحاربين الشهداء في وحدات العمليات الخارجية إلى الأبد باعتبارهم خيرة أبناء الشعب الكوري وحماة العدالة.
   جاء إلى هذا المكان اليوم أفراد أسر الشهداء، والعساكر أيضا الذين اشتركوا في عمليات تحرير كورسك.
   حين أرى ملامح الجرحى والمرضى الذين استعادوا صحتهم هكذا بعد عودتهم، أشعر ببالغ حسن الحظ وغاية السرور والامتنان لهم.
   واجتمع في الاحتفال بإطلاق البناء قادة التشكيلات الكبيرة والتشكيلات لجيشنا بمختلف مستوياتها، والجنود البناة الذين سيتولون عمل البناء المسؤول والمشرف.
   كما حضره الأصدقاء الروس الأعزاء لمشاركتنا هذه اللحظة العميقة المغزى.
   أيها الرفاق،
   هذه اللحظة انتظرتها البلاد كلها بقلب واحد بدافع من أصدق الحب ومشاعر الاحترام الحارة، فضلا عن أفراد أسر الشهداء الذين أرسلوا أبناءهم وأزواجهم وأشقاءهم الأحباء.
   الآن، سيبدأ العمل العظيم لتخليد الروح السامية للمحاربين الشهداء الذين ارتموا في أحضان الوطن حاملين الانتصار أولا وقبل غيره والذي بادلوه بأرواحهم وفاء لرسالتهم المقدسة على أنها أنفاس لجيشنا وشعبنا ودولتنا وقدرة حياتية للعلاقات بين بلدي كوريا وروسيا.
   في يوم 28 من أيار/ مايو الماضي، قرر الاجتماع الموسع الثامن للجنة العسكرية المركزية الثامنة للحزب بناء القاعة التذكارية بصورة رائعة والتي تعد بلورة لمشاعر الشكر والاحترام الأبدي من حزبنا وشعبنا إلى ممثلي الشرف العظيم للوطن، وستغدو رمزا عظيما للعلاقات الكورية الروسية التي أقيمت بالدماء وتزداد رسوخا مع مرور الأيام، وأصبح بوسعنا أن نقيم اليوم هكذا حفل إطلاق بنائها على نحو بالغ الأهمية نتيجة لاندفاع جميع الأعمال التحضيرية بصورة مسؤولة في تلك الفترة.
   أولا، أنتهز هذه الفرصة العظيمة الدلالة لأتقدم بأسمى آيات الاحترام وأحر التحيات الكفاحية إلى المحاربين في عمليات تحرير كورسك الذين سطروا المناقب الخالدة أمام العصر والتاريخ وأبناء الجيل الناشئ بالتضحيات النبيلة والمآثر القتالية البطولية، مشاركين في الحرب المقدسة الأكثر قيمة من أجل العدالة والكرامة.
   كما أنقل المشاعر المشجعة إلى الشعب الروسي الشقيق والجيش الروسي، وأتوجه بخالص التحية إلى الأصدقاء الأعزاء للاتحاد الروسي، الحاضرين في هذا الحفل البالغ الشأن.
   أيها الرفاق،
   أقيم عدد كبير من الأنصاب التذكارية التي تنقل المآثر القتالية والمناقب لقواتنا المسلحة مع تاريخ جمهوريتنا الطويل والمجيد، وتواصلت مؤخرا الحفلات المؤثرة التي تؤذن ببدء الأعمال الثورية البعيدة المدى، إلا أنني أشعر ببالغ التأثر حقا في هذه اللحظة التي يقام فيها حفل إطلاق بناء القاعة التذكارية للمآثر القتالية في العمليات العسكرية الخارجية.
   ذلك ليس إطلاقا لأنها قاعة المآثر لضباط وجنود وحدات الجيش الشعبي الكوري الموفدة إلى الخارج وهي الأولى من نوعها في تاريخ بناء الدولة، ناهيك عن المناقب القتالية المنقطعة النظير والمنجزات القتالية البطولية غير المسبوقة في السنوات الماضية.
   قريبا، سيقام في هذا المكان المجموعة النحتية للأبطال الذين حموا العدالة بقضاء الأيام والأشهر المليئة بالمعارك والصراعات الدامية، حاملين أسمى الواجبات على عاتقهم من أجل وطنهم والبشرية، والنصب التذكاري للتحالف العظيم والذي نقشت فيه الصور الصادقة والمؤثرة الخالية من أي تكليف.
   قبل عام واحد تحديدا من اليوم، غادرت آخر صفوف مقاتلي وحدات حملتنا إلى روسيا.
   خطوا خطواتهم الثابتة نحو ساحة القتال في أرض الغربة التي لم يطأوها بالمرة، شاعرين بكل جوارحهم بجسامة الرسالة التي حملوها على كاهلهم.
   غادروا دون أي مكافأة أو توديع.
   كل ما عشناه خلال عام واحد من ذلك الوقت الذي أرسلت فيه اللجنة العسكرية المركزية للحزب مقاتلينا إلى منطقة كورسك للاتحاد الروسي في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي إلى يومنا هذا، مثير للدهشة والإعجاب وعميق الغور أكثر مما تصورناه.
   بدأ من تلك الخطوات المقدسة تاريخ جديد للتلاحم الكفاحي الذي ارتقت به العلاقات بين بلدي كوريا وروسيا إلى أعلى علاقات الثقة لتبادل الدم في خندق واحد، وأصدق وأوطد العلاقات الصامدة لمشاطرة المصير في الحياة والممات.
   تأكد ثبات العلاقات الكورية الروسية بصرامة أكبر في حومة القتال هذه التي تصطدم فيها عدالة العالم مع جوره بضراوة.
   أوقع أبطالنا القلق والرعب الكبير في معسكر الرجعية الدولية بسحق غزاة النازية الحديثة الغاشمين والشرسين بدافع من الروح الراسخة التي لا تغفر العدوان والإرادة لإبادة العدو، وأسهموا إسهاما عظيما في صون كرامة وسلامة الشعب الشقيق وقضية البشر المشتركة الرامية إلى إحلال العدالة والسلام.
   حتى نقل الكمية الهائلة من الدم من قبل الولايات المتحدة والغرب كان عاجزا عن تفتير دم العدالة الحار في شرايين شعبي البلدين، كما أن وحشية النازية المحمومة لم تكن قادرة على التغلب على الروح الكفاحية والجرأة للجبابرة.
   أظهر أبناء دولتنا والشعب الروسي الجديرون بالثناء جبروت التحالف بين كوريا وروسيا بالانتصار الحاسم، ونقشوا بجلاء على جدار العصر حقيقة أن المطامع الشريرة لقوى الهيمنة ستبوء بالفشل الذريع، ما دامت العدالة إلى جانبنا.
   لقد بنينا على ذلك الطريق المدعوم بالدماء الزكية، القمة العالية في تاريخ تطور العلاقات الكورية الروسية الذي تواصل على مدى القرنين، وبذلك، تأكدنا مجددا من الجذور العميقة لتلاحمنا الذي لن يتزعزع أبدا، وأصبحنا نثق بالمستقبل الأعظم والأكثر إشراقا.
   إن التحالف بين أبناء شعبي البلدين الذين يشاطرون مثلهم العليا وأمنيتهم السامية هو خيار صائب، كما أن تضامن القربى والمودة الأخوية اللتين وفروهما بالدماء والأرواح الغالية مقدستان وغير محدودتين حقا.
   يعتبر شعبنا الانتصار الذي أحرزه مع الشعب الروسي في النضال المقدس لحماية الاستقلالية والعدالة فخرا كبيرا له، ويضع أصحاب تلك الحرب المقدسة عاليا في ذروة الشرف.
   إن القاعة التذكارية للمآثر القتالية في العمليات العسكرية الخارجية ستتألق للأبد كرمز لأعدل شعب وأقوى جيش، وستنتصب بشموخ تجسيدا للإرادة العارمة والقوة الجبارة لصون تطلعات العصر التي لا يسمح بقلبها البتة وتقويم أود التاريخ.
   أيها الرفاق،
   هذا المكان الحالي مكان مقدس يفسحه الوطن وأبناء الشعب بدافع من رغبتهم في احتضان أبنائهم العظماء بحرص بالغ وتمنياتهم بخلودهم والذين دافعوا عن أقدس شيء ببذل أثمن ما في حياتهم.
   من المقرر أن يبنى في هذا المكان مقبرة الشهداء والقاعة التذكارية والنصب التذكاري ككل متكامل واحد، تلك التي ستشتمل على بصمات الحياة التي تركها الأبناء الرائعون لدولتنا وشعبنا وسط اللهيب ومآثرهم الأسطورية وتحافظ بعناية على نبضاتهم المتدفقة وروحهم السامية التي لن تخمد إلى الأبد.
   لا يجوز للذكريات عن تلك الأسماء والملامح الزاهية والحياة البطولية أن تغدو في طي النسيان على الإطلاق، ولا يجوز لتلك الروح المقدسة أن تغطيها الطحالب إلى الأبد على الرغم من مرور السنوات.
   ما زلت الآن أتصور من حين لآخر تلك النظرات التي تكون قد خلت من أدنى خوف من الموت في اللحظة الأخيرة، نظرات الأقوياء تلك التي تكون قد تألقت بالعزة والمجد فقط دون أي ذرة من الأسف.
   تكون قد أصبحت نقطة نهايتهم مقدسة وسامية حتما كتلك اللحظة حتى وإن استمرت حياتهم بصورة أكثر.
   كانت نهايتهم الباهرة، لحظتهم الأخيرة ذروة لحياتهم من الحتمي أن تبلغها خطوات خدمتهم الحقيقية التي خطوها من أجل الوطن.
   نهدف من وراء بناء هذه القاعة التذكارية إلى الارتقاء بالمسار البطولي لأولئك المحاربين إلى قمة التاريخ كلحظات خالدة والذي تذكره ضباط وجنود جيشنا وأبناء شعبنا قاطبة بخشوع في أعماق قلوبهم، وجعل أبناء جميع الأجيال في جمهوريتنا يتطلعون إليه بتأثر عميق.
   ستعرض هنا الصور الفوتوغرافية وأعمال الفنون الجميلة التي تبيّن آثار القتال الدامي لأفراد جيشنا وأنفاسهم الدافئة المحبة للوطن دون أي تلوين، فضلا عن البقايا الأثرية الموسومة بوضوح ببصمات خوض المعارك الضارية.
   كما ستنقش بحروف لا تمحى هتافاتهم الأخيرة التي تشبه خفقان روحهم وأصداء حياتهم، وتوصياتهم المضمخة بأماني عمرهم.
   طبعا إنها لا تعدو كونها أقل جزء من سيرتهم البطولية حين صنعوا تاريخ الانتصار الجديد، ومما لا حصر له من القصص المسجلة في مسار القتال الذي قطعوه وسط اللهيب.
   إلا أنني أعتقد أن الملامح البطولية التي لم يسبق تسجيلها على صفحة أي تاريخ للحروب، والصور الصادقة المعبرة عن روح التضحية ومشاعر المودة بين رفاق السلاح التي تفوق كل التصورات والإمكانيات، ستعرّف الجميع كم يسع الإنسان أن يكون قويا، وكم تستطيع روحه وشيمه أن تغدو حقيقية وجميلة، وكم يمكن لصورته الأخيرة أن تكون نظيفة وتزهو في المرتبة السامية.
   إن القاعة التذكارية للمآثر القتالية في العمليات العسكرية الخارجية هي مركز مقدس يرمز إلى خلود الوطنيين الحقيقيين.
   كل من يتطلعون إلى هذا المركز سيدخلونه فيما بعد عبر بوابة الحياة الغالية للجنود الأبطال ليرسخوا في أذهانهم المنطق الفلسفي للنضال والانتصار والذي ترويه لهم القلوب التي كانت تخفق بالحب المتقد للوطن.
   أيها الرفاق،
   هذا المكان الذي ستستقر فيه أرواح الشهداء المحاربين يقع في منطقة هواسونغ التي ترمز إلى بيونغ يانغ العصرية التي تشهد تغيرا سماويا وأرضيا وتزداد فتوة عاما بعد عام.
   إنه لأمنية حزبنا أن يجعلهم يحظون بالتبريكات الأبدية وهم يستمعون إلى أنفاس الوطن الجياش وبيونغ يانغ المزدهرة اللتين لطالما رغبوا فيهما وأراقوا دماءهم دون تردد من أجلهما ولشد ما تطلعوا إليهما حتى في آخر لحظة من حياتهم.
   إذا تم إكمال بناء شارع سايبيول الجاري حاليا على مقربة من هذه القاعة التذكارية، سيكون الشهداء دائما مع والديهم وزوجاتهم وأبنائهم وأشقائهم الأحباء ليتبادلوا الحديث معهم حسب مشيئتهم ويتقاسموا مودة القربى التي لم تنته بعد.
   الرفاق قادة وجنود وحدات البناء من كل المستويات، والكوادر والمبدعون في مختلف الأجهزة المختصة بعمل البناء،
   أرجو من جميع الرفاق المشاركين في هذا البناء المشرف أن يعبروا عن مشاعر الإخلاص والإجلال والواجب الأخلاقي غير المحدودة المقدمة من حزبنا وحكومتنا وشعبنا وجميع رفاق السلاح في جيشنا إلى الأبطال بشكل متكامل دون أي أسف حتى في جميع العناصر المفصلة من خلال أعلى فن معماري وتمثيل فني نبيل.
   أيها الرفاق،
   سيقع في عاصمة دولتنا من خلال هذا البناء القاعتان التذكاريتان الشاهدتان على الانتصار في كل من الحربين الماضية والراهنة.
   يدل هذا على أن روح الحماية وروح البطولة الصامدة لأبناء الجيل المنتصر في الحرب الذين نبرزهم بكل اعتزاز ونحترمهم دائما لم تقتصر على أي عصر واحد من العصور، بل تواصلت بثبات طوال أكثر من 70 عاما ونمت إلى مرحلة أعلى حتى تحظى باحترام تلك السنوات العظيمة وذلك الجيل البطل.
   أكثر ما أود أن أفخر به اليوم عن جدارة في هذا المكان هو أن أصحاب روح التضحية البطولية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ ويتعذر العثور عليها في أي بلد من بلدان هذا العالم هم تحديدا أبناء جيلنا الجديد الفتي.
   لا يمكننا أن نخمن بوضوح أكبر من هذا إلى أين سيصل غدا النمو الروحي الجبار الذي واصله إلى يومنا هذا الأنجال الصامدون الذين ورثوا شرايين دم الأقوياء.
   يغمرني التأثر حقا بالاعتزاز الفائق بالنفس لاستشراف ملامح أبناء جيلنا القادم والمستقبل البعيد لوطننا.
   البلد القادر على بناء مثل هذه القاعة التذكارية جيلا بعد جيل والتي ترمز إلى النصر والوراثة العظيمتين هو بلد قاهر يستطيع أن يثق بمستقبله المجيد.
   إن دليل التاريخ على جبروت دولتنا الذي لن يتغير جيلا بعد جيل هو تحديدا المعنى الخالد الذي سينقش في هذه القاعة التذكارية.
   أيها الرفاق،
   إن الصداقة الكورية الروسية التي أنمت قوتها الحياتية غير المحدودة وتأكدت منعتها وقدرتها في حومة التاريخ العصيب تبلغ الآن ذروة تاريخها.
   هذه الصداقة التي تصان بالإرادة والواجب الأخلاقي وتخلص لأداء الواجب بالنضال البطولي والتفاني الفدائي تشكل ثروة قيمة مشتركة، وبفضلها، سيشاطر بلدانا سمعة الأقوياء في المستقبل أيضا.
   ستزداد المواجهة بين العدالة والجور تفاقما مع مرور الأيام، وتستمر التحديات من جانب السيطرة والطغيان، إلا أنها لن تقف في وجه تقدم العلاقات بين كوريا وروسيا اللتين اتحدتا بصلابة أكبر في خضم المعارك الدامية.
   إن سنوات المودة الأخوية الكفاحية التي أنمت المستقبل البعيد للصداقة الكورية الروسية بالدماء الزكية الغالية ستسير بصمود أكبر دون كلل، حاملة في طياتها الروح الثمينة للأبطال العظماء، كما أن الصفحات العظيمة التي تنم عن قوة وانتصار البلدين العادلين والقويين لا تني تكتب بشرف.
   ستقف بيونغ يانغ دائما إلى جانب موسكو.
   ستظل صداقتنا وتلاحمنا خالدين.
   عاش جيشنا البطل!
   عاشت الصداقة الكورية الروسية التي لا تقهر!